في سعي الكثير منّا ليكون محبوبًا، محبوبًا من العائلة، من الأصدقاء، من الزملاء، نبدأ في تعديل سلوكنا، كلماتنا، وحتى أحلامنا. نحاول أن نكون نسخة ترضي الجميع… لكن في الطريق، نبدأ في فقدان أنفسنا.

نُضحّي بآرائنا حتى لا نُخالف. نكتم مشاعرنا حتى لا نُزعج. نلغي رغباتنا حتى لا نبدو أنانيين. شيئًا فشيئًا، يصبح “الآخرون” هم المقياس الوحيد لما هو مقبول، جميل، أو صائب… وننسى أن لنا صوتًا، طبعًا، وحقًا في أن نكون نحن.

إرضاء الجميع وهمٌ جميل، لكنه مستحيل. لن يرضى الجميع عنك، مهما فعلت. وكلما حاولت، زادت توقعاتهم، وقلّ رضاك عن نفسك.

الحرية الحقيقية تبدأ عندما تدرك أنك لست مسؤولًا عن سعادة الجميع، وأن إرضاء نفسك لا يعني بالضرورة إيذاء الآخرين. أن تقول “لا” حين يجب، وتُعبّر عن رأيك بصدق، وتختار حياتك وفق قناعاتك.

لا تكن نُسخة مطابقة لرغبات من حولك. كن نُسختك الخاصة. فالناس قد يحبّونك اليوم لما تُقدّمه لهم، لكنك أنت من يجب أن يحبّ نفسه كل يوم لما هو عليه.

إرضاء الآخرين قد يمنحك لحظة قبول… لكن التصالح مع نفسك يمنحك عمرًا من السلام.